كيف نسعد كبار السن ؟
يضن البعض أن كبار السن أقل سعادة، نظراً لتداعي أمراض الشيخوخة، بينما يرى آخرون أن المرء في هذه السن يتحرر من كثير من المسؤوليات وضغوط الحياة، ما يجعله أكثر سعادة، فما الذي تقوله الدراسات العلمية في هذه المسألة؟
قام باحثون أستراليون بالاستطلاع بشأن هذا الأمر، في محاولة لمعرفة أهم محددات سعادة كبار السن، وبحسب الدكتور شريف عرفة، لمعرفة عن التفاصيل، قاموا بإجراء حوار مع الباحث الرئيس في هذه الدراسة «ماسيميليانو تاني» Massimiliano Tani الأستاذ بجامعة نيوساوث ويلز، وكانت هذه أسئلة التي طُرحت عليه:
- هل تزيد السعادة في الشيخوخة أم تقل؟
في دراسات متعددة أجريت في مختلف دول العالم، ومنها دراستنا التي أجريناها في أستراليا، وشملت أفراداً من أصول عرقية متنوعة، وجدنا أن كبار السن أقل شعوراً بالقلق من الأفراد الأصغر سناً بشكل عام، ومن هذه الزاوية يمكن اعتبار أنهم أكثر سعادة.
- لكن ما تفسير ذلك؟
يحدث هذا نتيجة لإنجاز العديد من «المهام» في الحياة (مثل الإنجاز الوظيفي، وتكوين أسرة...) وهي المهام التي لا تزال الأجيال الشابة تواجهها لكن في ظروف أكثر صعوبة نتيجة لعدم اليقين الذي يجتاح العالم في السنوات القليلة الماضية.
- ما هي العوامل الأخرى التي تزيد من سعادة كبار السن؟
وجدنا أن أهم محددات السعادة وحسن الحال، هي الشعور الذاتي بالتمتع بصحة عقلية وجسدية جيدة. وأيضاً، أن تكون مع شريك حياة لا يزال على قيد الحياة.. وأيضاً، وجود أطفال أو أحفاد.. وكذلك وجود شبكة من العلاقات الاجتماعية، وبالإضافة إلى ذلك، يعد البقاء نشيطاً ومندمجاً في المحيط الاجتماعي أمراً مهماً للغاية في سن الشيخوخة، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يعد لديهم شريك على قيد الحياة، ويعانون الوحدة.
- كيف يمكن تقليل الشعور بالوحدة في هذا العمر؟
كان تركيزنا على دراسة دور الشبكات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، ونرى أن لهذا تأثيراً إيجابياً كبيراً على الصحة النفسية والسعادة. وأسوأ ما يمكن أن يفعله المرء لكبار السن هو جعلهم يشعرون بالوحدة، ولذلك يمكن تقديم المساعدة لهم عن طريق التواصل المنتظم والزيارات العائلية المستمرة والتفاعلات والمناقشات مع كبار السن في موضوعات مختلفة، لأن هذا يعزز من الشعور بوجود هدف ومعنى للحياة. ويبدو أن وجود الأحفاد يساعد في لعب دور في هذا أيضاً.. ففي تجربة رائعة، قامت الباحثة وأستاذة طب الشيخوخة «سو كورل» بدمج طلاب حضانة أطفال، بنزلاء دار للتقاعد ورعاية المسنين، للقيام بأنشطة مشتركة، وتقاسموا لمدة سبعة أسابيع، جدولاً زمنياً منظماً يشجع النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي والتعلم والسعادة، ويشمل أموراً مثل الغناء والضحك مع الأطفال، وكانت نتيجة هذا التفاعل جيدة لكل من المجموعتين، وهو ما يعطينا تصوراً لما يمكننا القيام به لضمان سعادة من نحبهم.
المصدر: كيف نسعد كبار السن ؟
0 تعليقات